منذ إندلاع الثورة عام 2011م، التي انهت نظام معمر القذافي، أصبحت ليبيا غارقة في حالة عامة متصفةبالريبة و التأزم، متزايدة الحِدَّة، بسبب الإشكالات الأمنية و السياسية المحلية التي تُـؤثِّر على مواقع السلطةالمركزية، و كذلك على المكونات الواقعة في الأطراف.
و رغم تأسيس حكومة الوفاق الوطني، لا زالت الحكومة المركزية تواجه صعوبات في ضم اللاعبينالسياسيين و العسكريين المتعددين، و تعجز عن بسط سلطتها على ربوع البلاد.
المكونات الطَرَفِيّة، أي الامازيغ و التبو و الطوارق، لها دور بالغ الأهمية، بالنظر إلى ما تحتله من مواقعستراتيجية على الحدود مع كل من تونس و الجزائر و تشاد و النيجر و السودان، و سيطرتها على أراضي ومدن تكْـمُن فيها موارد بالغة الأهمية كالمياه و النفط و الغاز الطبيعي، و على خطوط أنابيب و منشآت نفطيةحساسة، في إقليم فزان و في الساحل ليبيا الشمالي الغربي.