المساهمة في إحلال السلام وتحقيق المصالحة في الساحل الأوسط وجنوب ليبيا

التمويل: وزارة الشؤون الخارجية النرويجية

يدعم قسم السلام والمصالحة بوزارة الشؤون الخارجية النرويجية عمل منظمة بروميدياشن (Promediation) في مالي، ليبيا، ومنطقة الساحل منذ عام 2014. وقد جددت الوزارة دعمها في مارس/آذار 2022 لمدة ثلاث سنوات.

يهدف المشروع الحالي إلى دعم عمليات السلام ومبادرات منع النزاعات على المستويات المحلية، والوطنية، والإقليمية، من خلال تيسير الحوار، الوساطة، تمكين الفاعلين المحليين، ومشاركة الدراسات.

ويركّز المشروع على منطقتي تدخل رئيسيتين:

1. الساحل الأوسط (بوركينا فاسو والنيجر ومالي)
في مالي، دعمت منظمة بروميدياشن (Promediation) بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، وفريق الوساطة التابع للأمم المتحدة، في تنفيذ اتفاق باماكو المنبثق عن مسار الجزائر، من قِبل جميع الأطراف المالية.

وبالتوازي مع ذلك، واستجابةً لطلبات من المجتمعات المحلية أو السلطات في مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، فتحت بروميدياشن قنوات اتصال مع ممثلي مختلف الجماعات المسلحة، وسهّلت مفاوضات محلية، لا سيما في:

  • مالي: مناطق تمبكتو، غاو، ودونتزا،
  • بوركينا فاسو: منطقتا السوم والساحل،
  • النيجر: منطقتا تيلابيري وتاهوا.

في هذه البلدان الثلاثة، عملت بروميدياشن بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية (مثل المحافظين، رؤساء البلديات، والزعماء التقليديين) بالإضافة إلى الهيئات الحكومية، مما ساعد على تعزيز فعالية الحوار المحلي وخلق بيئة مواتية لمعالجة النزاعات بطرق سلمية.

في النيجر، وقّعت منظمة بروميدياشن وديوان رئاسة الجمهورية شراكة فنية لإجراء مفاوضات مع المواطنين النيجريين المنخرطين في الجماعات المسلحة الرئيسية الناشطة في شمال غرب البلاد، مما أسفر عن فترة من الهدوء خلال معظم عام 2022. وفي عام 2023، ركزت جهود منظمة بروميدياشن على التعاون مع السلطات والجماعات المحلية في كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي ودفع مالي وبوركينا فاسو إلى الانخراط في مسار الحوار.

تظل منظمة بروميدياشن متاحة لجميع الأطراف المعنية لتيسير أو دعم عمليات الوساطة أو التفاوض. وقد أسفرت جهود الوساطة التي تبذلها المنظمة عن هدنة استمرت تسعة أشهر في شمال توغو، وذلك في إطار مبادرة إقليمية تهدف إلى تعزيز الثقة بين حكومة توغو والرعاة الرحل على الحدود الشمالية للبلاد.

2. تشاد وجنوب ليبيا
في تشاد، ساهمت منظمة بروميدياشن في دعم الانتقال السلمي من خلال عملها مع المجتمع المدني والسلطات التشادية. وقد نظمت، بشكل خاص، عملية غير مسبوقة لإدماج الشباب عبر مشاورات وطنية، بالتعاون مع وزارة الشباب. وقامت المنظمة بهيكلة هذا الإدماج من خلال تنظيم 23 مشاورة تمهيدية للمنتديات في المحافظات الـ23 لتشاد، بمشاركة نحو 2300 شخص، من ضمنهم ممثلو جميع منظمات الشباب.

علاوة على ذلك، تركز منظمة بروميدياشن جهودها على الوقاية من عدم الاستقرار على طول الحدود التشادية، لا سيما في المناطق المتاخمة لجنوب ليبيا والسودان وشمال النيجر.

شكّل وجود الجماعات المسلحة المتمردة في جنوب ليبيا، ولا سيما تلك القادمة من تشاد والسودان، مصدرًا لعدد من التحديات الأمنية العابرة للحدود. وعلى مر السنين، استغلت هذه الجماعات انخراطها في النزاع الليبي للحصول على تمويل إضافي ومعدات عسكرية، كما استخدمت الأراضي الليبية كقاعدة خلفية لشنّ هجمات ضد بلدانها الأصلية.

أقامت منظمة بروميدياشن علاقات مبنية على الثقة مع قادة مختلف المجتمعات المحلية في جنوب ليبيا، بما في ذلك المجتمعات العربية (القذاذفة، الزوية، أولاد سليمان)، إلى جانب التبو، والطوارق، والأهالي، فضلاً عن ممثلي العديد من الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة. وبناءً على ذلك، تسعى المنظمة إلى تيسير عودة الجماعات المسلحة الأجنبية إلى كل من السودان وتشاد، وذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة.