مساندة دول المنطقة في سعيها نحو إرساء تعاون عابر للحدود

التمويل: وزارة الشؤون الخارجية الهولندية

يهدف هذا المشروع، الممول من وزارة الشؤون الخارجية الهولندية، إلى بناء وتعزيز شبكة من النخب المحلية في المناطق العابرة للحدود، لا سيما بين النيجر وليبيا، مع إشراك جيل الشباب. وستتمكن هذه الشبكة من التعاون مع الدول والمؤسسات الإقليمية بهدف إدارة التوترات المحلية وتأمين المناطق الحدودية بأسلوب شامل يراعي مصالح وقيم جميع الأطراف المعنية.

ولا يقتصر إطار العمل على ليبيا والنيجر، بل يمكن توسيعه ليشمل دولًا مجاورة مثل الجزائر وتشاد، بحسب إرادتها واستعدادها للانخراط.

في الواقع، أسهمت القرارات السياسية المتخذة خلال العقود الأخيرة، ولا سيما في ما يتعلق بسياسات الهجرة، إلى جانب تداعيات النزاعات الوطنية والإقليمية، في إضعاف دور المجتمعات العابرة للحدود بشكل كبير. وقد أدى ذلك في كثير من الأحيان إلى ترك هذه المناطق تحت سيطرة شبكات المصالح التجارية، والاتجار غير المشروع، بل وحتى الجماعات الإرهابية.

علاوة على ذلك، تفتقر السلطات المركزية إلى الإمكانيات السياسية والمالية التي تمكّنها من بسط سيطرتها على هذه المناطق والمجتمعات، مما يضطرها في كثير من الأحيان إلى مواجهة العناصر المسلحة المنتشرة هناك.

ومن هذا المنطلق، ينبغي النظر إلى هذه المجتمعات باعتبارها فاعلاً رئيسيًا يجب أن يكون في طليعة جهود بناء التعاون الإقليمي. وتجدر الإشارة إلى أن إلغاء القانون رقم 2015-36، الصادر بتاريخ 26 مايو/أيار 2015، من قبل السلطات النيجرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يجعل الحاجة أكثر إلحاحًا لتعزيز التعاون العابر للحدود بأسلوب بنّاء وشامل.

  1. تيسير الحوار بين النخب المحلية والشباب والجماعات المسلحة والمسؤولين الحكوميين في المناطق الحدودية الساحلية الصحراوية.
    من خلال تنفيذ هذا العمل، تسعى منظمة بروميدياشن إلى إعادة تنشيط التعاون على المستوى الإقليمي. فقد أطلقت حكومات تشاد وليبيا والسودان والنيجر، في عام 2018، عملية تعاون إقليمي بقيادة وزراء الداخلية في هذه الدول. ويمكن لهذا العمل أن يشكل امتدادًا لتلك اللقاءات الأولية، وأن يسهم في إعادة تحريك هذه العملية الإقليمية من خلال تعزيز التعاون الثنائي بين النيجر وليبيا، في انتظار انخراط البلدين الآخرين.
    وقد نظّمت منظمة بروميدياشن النسخة الثامنة من ندوتها حول المغرب العربي والساحل في ديسمبر/كانون الأول 2023. وكان الهدف من هذا الحدث فهم وتحليل التحولات الجارية، من خلال جمع الباحثين والخبراء وممثلي المجتمع المدني والسلطات المحلية، من أجل متابعة تطورات الوضعين الأمني والسياسي في المنطقة، وصياغة استجابات منسقة ممكنة للتحديات التي تواجه منطقتي الساحل والمغرب العربي.
  2. تطوير شبكة من الفاعلين من المجتمعات المحلية للعمل على وضع تفاصيل تفعيل الآليات التي ستُسهل وتنظم التحركات عبر الحدود.
    ستنظم منظمة بروميدياشن اجتماعات تشاورية في المنطقة مع ممثلي المجتمعات العابرة للحدود (بما في ذلك الجماعات المسلحة، القادة المؤثرين، والشباب)، إلى جانب السلطات المحلية عند الاقتضاء، بهدف تبادل الآراء حول الاحتياجات المحددة والعمل على إيجاد حلول مشتركة تُلبي تطلعات هذه المجتمعات. كما تهدف هذه اللقاءات إلى تعزيز إنشاء شبكة من الفاعلين القادرين على التحاور مع سلطات الدولة وتقديم ضمانات لها، استكمالاً للمناقشات التي أُجريت خلال الندوة الثامنة حول المغرب العربي والساحل.
  3. حشد وتمكين الهياكل المحلية التي تضم قادة المجتمع المحلي والفاعلين القادرين على تحديد النزاعات والوقاية منها وإدارتها.
    بالإضافة إلى العمل الفكري الذي يشمل المجتمعات العابرة للصحراء وممثلي حكومات المنطقة بهدف تنظيم التنقلات، يهدف البرنامج إلى الإسهام في إضفاء المصداقية على أنماط التنظيم المحلية، ودعم العمليات التي تضمن، في ظل التوترات المتزايدة والتآكل الاجتماعي، الحفاظ على التماسك الاجتماعي، وتطوير فضاءات للتشاور والحوار والتفاوض.
    وستتم مواكبة هذه الأنشطة – التي يمكن أن تُشكّل مكمّلاً لجهود أخرى – أو حتى إطلاقها من قِبل منظمة بروميدياشن، ولكن من منظور يهدف إلى تمكين الأطراف المحلية.